"من يريد الدخول الى عرسال فليجلس مكاني " أتذكرون هذه العبارة
لقائد الجيش السابق جان قهوجي . أتذكرون تاريخها جيداً؟ فقد كان الجيش
اللبناني في موقف لا يحسد عليه في دائرة "شد حبال" خلال مناوشات عرسال
السابقة والتي بدأت عندما سقط الشهيد خالد زهرمان. والجميع كان يعرف مدى
الضغط الذي تعرض له قهوجي للدخول الى عرسال. حالياً، القصة نفسها تتكرر
فهناك من يريد زج المؤسسة العسكرية في معركة خطرة وهناك من يبدي القلق!
في المرحلة السابقة من قيادة الجيش، حاول قهوجي
تحقيق توازن مدروس بين ضغط العسكر والضباط والسياسيين، وبين مقتضيات ترفض
ادخال المؤسسة في معركة خطرة بتوقيتها ودلالاتها الداخلية وانعكاسها على
الجيش والبلد.لذا، قام قهوجي باختيار الطريق “الوسط” عبر خطة أمنية شاملة
ومحكمة وطويلة الأمد لتوقيف المطلوبين فقط من دون التعرض لأبناء بلدة
عرسال، محافظاً على سرية العمل والتحقيقات.وعن ما تم نشره على لسان أوساط، أن رئيس الحكومة لا يستطيع تحمل توريط الجيش اللبناني بعمل عسكري مشترك مع الجيش السوري أو حزب الله ضد المسلحين، رأى بو منصف أن “حزب الله قالها “بالفم الملآن” أن هناك معركة قادمة والجيش اللبناني سيشارك من الناحية الدفاعية “مضيفاً أن” التنظيمات المسلحة ستصبح بين فكي كماشة”. بمعنى آخر، “حزب الله سيقود الهجوم بخلفية سورية من خلال القصف الجوي السوري وبخط دفاع الجيش اللبناني”. وأكد بومنصف أن”لا معركة تسمى بأم المعارك في عرسال حالياً” مشيراً الى “أن نصر الموصل بات ينذر بنهاية داعش في الرقة السورية” متسائلاً “ماذا بعد داعش؟ داعش متواجد في ثلاثية: ليبيا سوريا والعراق، ونشهد حالياً تصفية داعش في هذه الثلاثية فهل سيكون لبنان ساحة خلفية لداعش؟”
وعن نتائج قمة العشرين التي تمحورت حول هدنة في جنوب سوريا من شأنها أن ترخي بظلالها على الواقع اللبناني-السوري، تمنى بو منصف أن” تكون على جميع الجبهات” لافتاً الى أن “جنوب سوريا خطير كونه يمس ب”اسرائيل” والأردن، وكذلك شمال سوريا خطير”، متابعاً أن” الجيش السوري يزيد من غاراته الجوية مؤخراً لاستقوائه بما نتج في قمة العشرين ويقاتل حتى الرمق الأخير”. واستطرد بومنصف قائلاً ” الاتفاق الأميركي-الروسي في قمة العشرين يذكرني ببداية مرحلة الطائف في لبنان على اثر انهيار جدار برلين، بات للتوافق كلمة وذلك لتبريد الاجواء”.
في سياق آخر، رد بو منصف على ما يعتبره حزب الله تغليب المصلحة الانتخابية والاملاءات الخارجية للطرف الآخر في ملف عودة النازحين السوريين وتحرير الجرود من داعش، بأنه “أمر عجيب وغريب ما يصدر من تصريحات لحزب الله فالأخير متورط في حرب سورية وتسبب في نزوح سوري الى لبنان ويقوم في نهاية المطاف بتحميل المسؤولية لغيره تحت شعار عنزة ولو طارت”. وعزا سبب هجوم حزب الله الدائم على باقي الأطراف وتحميلهم قضية لا ذنب لهم بها الى ان “لا أحداً يصارح حزب الله “بمنطق الدولة” فالاخير يستقوي أكثر عندما يجد الجميع صامت”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق