الجمعة، 14 يوليو 2017

"دير شبيغل": نظام الأسد يُظهر بنفسه دليلًا على تورطه في الهجوم بغاز السارين



"دير شبيجل": نظام الأسد يُظهر بنفسه دليلًا على تورطه في الهجوم بغاز السارين (ترجمة)






المحققون على يقين: تم استخدام السلاح الكيميائي في ضرب المدينة السورية خان شيخون في أبريل/نيسان الماضي. والدليل على ذلك جاء على وجه التحديد من دمشق.
مرت ثلاثة أشهر منذ وقوع الهجوم بالأسلحة الكيميائية، في 4 أبريل/نيسان، على بلدة خان شيخون السورية. ظهر الآن تقرير للجنةِ التحقيق المستقلة التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ووقع التقرير في 78 صفحة.
المعلومة الأكثر أهمية في التقرير هي: في الرابع من شهر أبريل/نيسان الماضي، تم استخدام السارين، أو مادة شبيهة للسارين في بلدة خان شيخون، وكانت نقطة بداية هذا الدليل في المكان الذي يقع على مشارف البلدة الشمالية، حيث وجدت حفرة في الشارع أحدثها القصف. استُدل على ذلك بعدما حلل مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عينات التربة الموجودة في الحفرة.
وقد قام الباحثون بفحص العينات التي قدمتها قوات المعارضة في خان شيخون، كما فحصوا عينات من الموقع تم تسليمها من قبل الحكومة السورية. والذي على ما يبدو، أن النظام قد حصل عليها من أحد عملائه بعد أن جمع موادَ من الموقع. وكان النظام السوري قد فحص العينات في مختبراته، وأحال النتائج إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ووجد الخبراء التابعون للنظام السوري على ضوء التحليل مواد من مخلفات السارين. وبالتالي فإنه من المستحيل أن يكون قد وقع تلاعب بالعينات من محققي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهذا هو الاتهام المكرَّر من قبل أنصار الأسد، الذي يروَّج له في الشبكة العنكبوتية.

مهمة محدودة لمحققي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية

خلص محققو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أنه تم استخدام السارين سلاحًا، وهذا يعد جريمة حرب.
لكن المفتشين لا يملكون السلطة إلا في التحقق من استخدام الغازات السامة في سوريا، ولا يقع في نطاق عملها تحديد الطرف الذي استخدمها. حيث عرقلت موسكو قرارًا في منظمة الأمم المتحدة كان من شأنه أن يسمح للمنظمة بالتحقيق، وتحديد المسؤولين عن استخدام هذا السلاح.
ولكن التقرير يقدم دليلًا آخر على عدم صحة الرواية الرسمية للحكومة السورية والروسية، والتقرير أيضًا يدحض نظرية الصحفي الأمريكي سيمور هيرش، الذي كان قد أكد مؤخرًا في صحيفة «die welt»، أن سلاح الجو السوري في 4 أبريل/نيسان، على حد قوله، قد قصف مبنى كانت قد خُزنت فيه أسلحة ومواد كيميائية.
وتدعي الحكومتان في موسكو ودمشق حتى الآن، أن سلاح الجو السوري قد قصف في ذلك اليوم الذي صادف يوم الثلاثاء ما بين الساعة 11:30 حتى 12:00 في خان شيخون مستودعًا تابعًا للإرهابيين، وبسبب هذا الهجوم تسربت المواد الكيميائية، وتسببت في مقتل العديد من الناس.
إن هذا التوقيت المذكور بالادعاء قد تعرَّض سابقًا للتكذيب، إذ أفاد شهود عيان بأن الغارات الجوية وقعت على المدينة في الساعة السادسة والنصف صباحًا حسب التوقيت المحلي، وفي الساعة 7:59 صباحًا قام الصحفي محمد سلوم العبد الذي كان في خان شيخون بنشر شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر الهجوم. وتبيَّن أن الفيديو قد صُور بعد وقت قصير من شروق الشمس. جدير بالذكر أنه في ذلك اليوم قد أشرقت الشمس في خان شيخون حوالي الساعة السادسة والربع.
ولم يقم حتى الآن لا الكرملين ولا النظام السوري بنشر الإحداثيات الدقيقة لمستودع الأسلحة، الذي زعما استهدافه بالقصف. فقط ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الموقع المستهدف يقع في الأطراف الشرقية من مدينة خان شيخون، لكن صور الأقمار الصناعية التي التُقطت بعد الهجوم لا تُظهر أي مبنى تعرَّض للتدمير في المكان الذي يدعيه كل من السوريين والروس.

منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تُفنِّد ادعاءات سيمور هيرش

الأمر نفسه ينطبق على نظرية هيرش، الذي ادعى أن قنبلة تزن 500 رطل أطلقتها طائرة سورية قد ضربت حوالي الساعة 6:55 مبنى خرسانيًّا مكونًا من طابقين، يقع في شمال خان شيخون، وتسربت على إثر ذلك المواد الكيميائية كغاز الكلور، وليس من بين هذه المواد السارين حسب نظريته. صحيح أنه هناك عدة بيوت مدمرة تقع في محيط الحفرة التي أُخذت منها العينات، لكن تثبت صور الأقمار الصناعية أن هذه المنازل قد دُمرت قبل تاريخ 4 أبريل/نيسان بمدة طويلة.
ويدعي هيرش أيضًا، نقلًا عن موظف سابق في وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية، أن طائرة بدون طيار روسية قد رصدت هذا المبنى لعدة أيام، ولكن من العجيب ألا يقوم الكرملين بتأكيد ذلك، إن كانت ادعاءات هيرش صحيحة، فإن وجدت مثل هذه الصور من شأنها أن تدحض ادعاءات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وحكومات الولايات المتحدة الأمريكية والمخابرات الخارجية لكل من فرنسا وألمانيا.
تم العثور على مواد سامة أخرى بجوار السارين بعد تحليل العينات التي تم استخدامها في خان شيخون، فقد ثبت وجود مركب يتكون من توليفة من اثنين من المواد المستخلصة من غاز السارين إضافة إلى كل من الأيزوبروبانول، والهيكسامين.
بدلًا من ذلك، فقد تم التأكيد -وأيضًا بواسطة الأدلة التي مرَّرها النظام السوري- على استهداف الجزء الشمالي من خان شيخون صباح اليوم المذكور، بذخيرة معبأة بغاز السارين. ويؤكد تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ذلك، بعد سماع أقوال الشهود العيان، بعد وقت قصير من وقوع الهجوم؛ لذا فإنه لم يعد بإمكان دمشق وموسكو الدفاع عن ادعاءاتهما.
وجدير بالذكر أنه تم العثور على مواد سامة أخرى بجوار السارين بعد تحليل العينات التي استُخدمت في خان شيخون، فقد ثبت وجود مركب يتكون من توليفة من اثنين من المواد المستخلصة من غاز السارين، إضافة إلى كل من الأيزوبروبانول، والهيكسامين.
وكان تركيز هذه المادة الكيميائية المرتفع بشكل كبير قد ظهر أيضًا من خلال تحليل عينات من المواد التي استخدمت قبل ذلك في الهجوم بالغاز السام على ضواحي دمشق في عام 2013، وبعد ذلك تم تأكيد وجود هذه المواد من خلال التفاصيل المعلنة، التي أوجبت تدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية السورية.

ميزة السارين السوري

يمكن القول إن الأسد وحلفاءه يملكون الكثير من الوقت لتزوير حقائق الحرب السورية.
وفقًا لبيان أكي سيلستروم، رئيس فريق التحقيق الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، الذي حقق في عام 2013 حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، فإن مادة الهيكسامين يستخدمها الجيش السوري للحماية من التآكل، وينظر إلى هذه المادة إلى حد ما كعلامة لغاز السارين السوري.
لقد عمدت الحكومتان السورية والروسية على تشويه سمعة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بعد أن ظهرت نتائج التحقيقات التي لم تجرِ على هوى البلدين. وجدير بالذكر أن البلدين قد وافقا بعد وقوع الهجوم على إجراء تحقيق مستقل تجريه المنظمة.
في الواقع لا تزال هناك نقاط مهمة غير موضّحة حتى بعد نشر تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فبعد تحليل عينات دماء ضحايا الهجوم، وعينات من التربة التي أخذت من مسرح الجريمة، والمقابلات التي أجريت مع شهود العيان، بعد كل ذلك لم يوجد أي مجال للشك حول استخدام السارين أو مادة شبيهة للسارين. لكن امتنعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن إرسال محققين خاصين إلى خان شيخون، واعتبرت المنظمة مهمتها قد أنجزت عند هذا الحد، دون التحقيق حول من قام باستخدام هذه المواد المحرمة دوليًّا.
وقد أصبحت القضية الآن متروكة إلى لجنة ثانية، التي تعرف بـ(آلية التحقيق المشتركة)، والموكل إليها مهمة تحديد المسؤولين عن الهجوم. وسيقوم أعضاؤها -الذين من بينهم خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومنظمة الأمم المتحدة- من بين أمور أخرى، بزيارة مطار الشعيرات العسكري الذي انطلق منه الهجوم على خان شيخون.
وينتظر من هذه اللجنة أن تصدر تقريرًا حول الذخائر المستخدمة في الهجوم، ولا يتوقع أن يظهر هذا التقرير قبل شهر نوفمبر/تشرين الثان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق