الثلاثاء، 25 يوليو 2017

معركة الجرود المعركة "انتهت" و"فتح الشام" بقيت في الجرود... سيناريوات "تسوية" لإخراج المسلحين أو مواجهة دموية! محمد نمر


فرضت التكهنات نفسها على معركة جرود #عرسال، ففي وقت يستعد فيه #حزب_الله للإعلان عن انتهاء المرحلة الأولى من المعركة لا تزال التساؤلات تطرح عن مصير عناصر "هيئة فتح الشام" الذين ما زالوا في الجرود ولم يتم القضاء عليهم، بل سيكونون أمام خيارين، اما اللجوء إلى الأراضي التي تسيطر عليها #داعش أو الاقتراب أكثر إلى تجمعات اللاجئين السوريين ومخيماتهم التي يكشفها نارياً الجيش اللبناني، فهل يكون الحزب قد حقق انتصاره؟
الخياران أسوأ من بعضهما، ففي الأول ووفق المعلومات المتدوالة في الجرود والتي سمعها زائرون اعلاميون هناك، أن "داعش" فرضت على "فتح الشام" المبايعة وتحديداً من أبو مالك التلي شرطاً لدخول عناصرها إلى أراضي التنظيم، والمتابع لحال "فتح الشام" خلال السنوات الثلاث الأخيرة يدرك أن هذا الخيار سيكون مستحيلاً بالنسبة إلى التلي الذي خاض أكثر من معركة مع "داعش" لرفضه المبايعة.
الخيار الثاني سيكون صعباً على لبنان، فانتقال المسلحين إلى المخيمات سيحوّل الأخيرة إلى بؤر ارهابية بالنسبة إلى الحزب والجيش ولا بد من التخلص منها، وستطرح حينها تساؤلات عن مصير اللاجئين السوريين حيث ستكون الحكومة معنية أكثر بهذه الحالة، إلا إذا نجحت مفاوضات في نقل مسلحي "فتح الشام" واللاجئين إلى ادلب، خصوصاً وأن بعض السوريين هناك هم من أهالي العناصر في الجرود.

ووفق ما لمسته مصادر مطلعة على وقائع المعركة، فإن "الحزب سيعلن خلال الساعات المقبلة انتهاء المرحلة الأولى منها، بعدما باتت خطوط الدفاع لـ"فتح الشام" بأكملها تحت سيطرة الحزب"، وقد شهدت الجرود أمس جولة لمجموعة من الاعلاميين، لكن اللافت أن الحزب تحدث عن جولة موسعة غداً يشرح فيها ضابط ميداني تفاصيل المعركة، ما يعني أنه قد حدد ساعة انتهائها. ولا يخفي مطلع على أجواء الحزب أن "الأخير لم يكن يتوقع انتهاء المعركة بهذه السرعة"، فيما يتساءل مصدر مطلع آخر عن "عدد مسلحي فتح الشام في الجرود نحو 300 شخص، وأين جثث قتلاهم؟ واذا بقي منهم ما يقارب الـ 200 فإلى أين سيتجهون؟".
وكانت ترددت معلومات عن بدء جولة تفاوض جديدة، كان من مؤشراتها الهدوء الذي فرض نفسه على أرض المعركة صباحاً، لكن المعارك عادت واشتدت بعد الظهر، حيث اعتبر البعض أنه مؤشر واضح إلى فشل الجولة الثانية من التفاوض، وعلى الرغم من ذلك، لدى سؤالنا أي مطلع على حال الجرود سواء من داخل عرسال أو من العارفين بحال "فتح الشام" يستبعد استمرار المعركة حتى القضاء على آخر عنصر في "فتح الشام"، خصوصاً وأن استمرارها من شأنه وضع اللاجئين السوريين في دائرة الاستهداف، سواء بانتقال المسلحين إلى المخيمات أو بالقصف العشوائي الذي قد يطالهم. هي "حرب تسوية وشراء انتصار" يصفها مصدر زار الجرود أكثر من مرة و"ليست معركة حسم". ويقول: "هيئة فتح الشام" باتت في مناطق قريبة من "داعش" في الجرود ولا تريد أن تسقط بين سندان الحزب ومطرقة التنظيم الداعشي، فضلاً عن اتخاذها قرار الابتعاد من مخيمات اللاجئين التي يكشفها الجيش اللبناني و"حزب الله" نارياً ولم يعد لديها سوى خيار التسوية". لكن، ألا يمكن لهؤلاء اللجوء إلى المخيمات؟ يجيب: "استبعد ذلك، لأن جزءاً من اللاجئين هم من أهالي المسلحين أو اقربائهم وبالتالي دخولهم إلى المخيم سيعرضهم للاستهداف".
أما عن الطرف الثاني المتمثل بـ"حزب الله"، فيقول المصدر أن "استمرار الحزب في المعركة ليس قراراً سهلاً لأن الكلفة ستكون كبيرة من ناحية الارواح البشرية، فضلاً عن أنه محكوم بالتقارب "الايراني - القطري" وكان منذ البداية يفضّل منطق التسوية على المعركة".

ما معالم التسوية حتى اللحظة؟ في اليوم الأول للمعركة قال أبو مالك التلي لوكالة "اباء" التابعة لـ"فتح الشام" ان طلبه الوحيد هو خروج الحزب من القرى السورية وعودة اللاجئين إلى ديارهم، لكن ذلك اعتبر شرطاً تعجيزياً وبالتالي رفضاً للتفاوض واستمرت المعركة، بينما الأجواء من هناك تحدثت عن مطلب واضح لأبو مالك وهو منطقة واحدة في القلمون لعناصره وللاجئين، لكن الحزب رفض ذلك، ليعود الحديث في ما بعد عن امكان انسحابهم إلى ادلب عبر مناطق النظام في مقابل اطلاق سراح أسرى الحزب الثلاثة لدى "فتح الشام" في ادلب. وكان السؤال: ما مصير أهالي المسلحين في المخيمات؟ وقد أطل الأسرى الثلاثة الذين أسروا في منطقة العيس (حسن نزيه طه من الهرمل، محمد مهدي هادي شعيب من الشرقية جنوب لبنان، محمد جواد علي سحين من مجدل سلم"، وناشدوا الحزب وقف المعركة "وإلا سنكون ضحية عدم تلبية النداء"، معربين عن أسفهم أنهم منذ 9 اشهر أسرى ولم يتحدث أي أحد عن وضعهم. وترددت معلومات عن احتجاز "فتح الشام" جثثاً لمقاتلي الحزب أيضاً قد يجري ضم تسليمهم ضمن شروط أي تفاوض.
ماذا عن سرايا أهل الشام؟ وفق المعلومات الأكيدة فانهم انسحبوا إلى مخيمات اللاجئين السوريين الذي يسيطر عليه الجيش نارياً، ولا تزال بنود أي تفاوض غامضة، لكن المصدر يقول، إن "وضعهم مريح أكثر لأنهم معتدلون، ويرفضون الانتقال إلى ادلب لأنها تحت سيطرة "فتح الشام" ويفضلون الانتقال إلى احدى مناطق القلمون الشرقي ومن المرجح أن تكون منطقة الرحيبة".
التساؤل الأخير الذي سيحرج "حزب الله" هو عن موعد معركته مع "داعش"، ففي حال كانت هناك امكانية لأي تسوية تبعد مقاتلي "فتح الشام" و"سرايا أهل الشام" إلى الداخل السوري، فإنها تبدو شبه معدومة لسببين: أن لا دولة راعية لهؤلاء ولا وسيطاً ولا مكاناً ينتقلون إليه بعدما باتت الرقة بحكم الساقطة عسكرياً، فهل يخوض الحزب المعركة، وإلى أين سيدفعهم؟ وهل سيخوض معركة القضاء على آخر مسلح في الجرود، وبالتالي دفع كلفة بفاتورة دموية من الشباب اللبناني؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق