تحجرت في عيني نظرة حين مر اسمك على متن حبل الاخبار يسير الى غير هدى
ترقرت في عيني دمعة حين امسكت يراعي هائما لرثائك بلا عبارات
بعد ان انطفات انوارك في منتصف الطريق,واعلنت الرحيل الى خارج اسوار الحياة
وفي الحق تجاذبني الشك في تفاهة الانسان في هذا الوجود
فان الربيع يعود موسم بعد موسم
والقمر يغادرنا ويعود كل شهر
وجلنار الرمان ينور اغصانه كل عام
اما انت ايها المعلم فرحيلك سرمدي
رغم ثمارك الوفيرة فانها لن تورق في ذلك الموطن الاخير
قد تزهر على شواطئ الاذهان اذا توفرت التربة الخصبة والمناخ الملائم
الخلود وهم وسراب, والحياة بائدة,ولا شيء قابل للبقاء
الا زبدة العطاء
الحياة رحلة قصيرة وممتعة
وكانت قمة متعتك ملامستك الحقيقة
نحن نجتر ماضينا.... نردد هتافاتنا واغانينا العتيقة مثل ببغاء عجوز
انت غصت في مستنقعات الذكرة الراكدة
واصطدت خوابي النبيذ المعتق بكدك
وغردت خارج السرب بالحان وانغام جديدة
هل نستحقك ان تكون منا؟ هل نستحقك ان تدفن بيننا؟
ان الزهرة تذبل وتموت دون ان نبكيها ويبقى العبئ على من ينف البذور
هذه مسؤلية من احبوك ان يستمروا في طريقك بين طلابك
يبحثوا بين اسطر وكلمات العهود القديمة والجديدة
ويجولون البطاح والاقاليم ويجتازوا المدارات بحثا عن اثار اقدام دفنت تحتها فتات من حقيقة
نقف لحظة صمت وشرود على لوعة الفراق
ونتذكر بان الحياة تتلاشى واننا نقترب من الافول
وهذا ما يبدد الاحزان
انت تمتعت بما عشت
اما نحن فلا....نتغنى بما انجزت انت
ونلوكها كل على هواه
اننا نتقاعس عن قطف ازهارك
حتى تحملها الرياح الى غرب المحيط
تورق غابات وازهار ورياحين
ونبقى نحن نتخبط برمالنا,تحرقنا شمسنا
نان من جوعنا وفقرنا وعجزنا نشكوا حالنا الى عالم الغيب
هذا ليس جديدنا دسنا ازهار وحطمنا اثمار
وتغنينا بجذور منا هناك
وبقيت احلامنا تتخبط بين الرمال بذقون رثة واثمال مسربلة
ان حياتنا عبئ علينا,وعبئ على جيراننا
وقد كتب علينا الجهل,وقد طال عمر الجهل فينا
حتى جففت دمائنا
نعم ايها المعلم
اننا نستعذب الكلام لانه يحتضن الجهل
بقناع التاويل المفجع في حياتنا
ان المعرفة مفقودة لدينا,اذا لم نفسح لها,لن نتلمسها
كل شيء مقدر لنا,هكذا كتب علينا من السماء
هكذا يرد عالم الغيب
هذا عزائنا لانفسنا تبريرا لمرضنا,وجوعنا,وعجزنا,وجهلنا
نعم ايها المعلم
بازهارك,بافكارك,بارثك,بامثالك سنعبر المدار ونزيل الجهل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق