محمود الحجيري : عملية تدمير اذاعة العميل انطوان لحد - الجزء الثاني
الرئيسية
محمود الحجيري : عملية تدمير اذاعة العميل انطوان لحد - الجزء الثاني
غادر
ايلول ومعه حبل السرة الذي قطع
بارادة الرجال وانجب جمول في ظلام الهزيم الدامس والانكسار , وفي طيات ايامه
الذكرى وما تحمله من معاني مزدانة بصور الشهداء اسراب الى شواطئ الخلود مفعمة
بنشوة الانتصار , غادر على وقع الحان الطيور المهاجرة وحفيف الورق الاصفر وهمسات
الثوار المتسللين بين الاودية والروابي لفض مضاجع العدو الصهيوني وتطهيرها من رجسه
, وحل مكانه تشرين الذي يحمل على اكتافه
روائح الامطار ويحتضن عري الطبيعة , ولكن تلك السنة اتى ومعه عبق الشهادة محمولة باطياف
مجموعة من الرفاق الشهداء الابطال
يتراقصون بين الرفاق بضحكاتهم ومزاحهم واندفاعهم وقد قضوا بعمل ملحمي وهم يكتومون
صوت العمالة من مسامع اللبنانيين وفضائهم عبر تدمير اذاعة العمالة اللحدية ونتكلم
عن الشهداء ميشال صليبا والياس حرب وحسام حجازي والاسير ناصر خرفان , فقد اقتربت
ذكرى بطولتهم وقرر رفاقهم ابناء جمول احياء هذه الذكرى على طريقتهم وبما يليق
بعملهم البطولي وتضحياتهم , ووقع الخيار على تنفيذ عملية باسمهم في المكان ذاته ثأرا
لدمائهم وتخليدا لعطائهم وضرب المحتل.
فخضعت المنطقة لعمليات رصد واستطلاع متانية من
قبل رجال المقاومة وحدد الهدف وهو عبارة عن دورية مخابرات اسرائيلية قوامها
سياراتان تمر بمحاذاة مبنى الاذاعة المهدم في وقت محدد من النهار , وحدد التاريخ
وهو ذات اليوم الذي نفذوا فيه الشهداء ملحمتهم البطولية قبل عام مضى في 17 تتشرين اول من عام 1986 ولصعوبة
العملية ودقتها تم اختيار مسعود وسلامة للتنفيذ
هذه لما يتمتعا به من جرئة وشجاعة وخبرة ولخطورة العملية فقد سجلا وصيتهما وانطلقا
برففة الرفيق جورج ليدلهما على الطريق ويحمل معهما بعض من عتاد العملية اخترقوا
حدود الحزام الامني ووصلوا الى خراج بلدة الهبارية وانتظروا الليل في احد المغاور
نيام وفي المساء حملوا اعتدتهم وقرروا اجتياز بلدة الهبارية توفيرا للجهد والوقت ,
وعند احد مداخلها شاهدوا ثلة من الصبايا يبتسمن ويتراقصن فظنوا ان ما يقمن به
الصبايا فرح وسرور لهم , فاسرعوا الخطى باتجاه بؤرة الضوء التي يقفن فيها الصبايا وكانت المفاجئة عندم
وصلوا الى هذه البؤرة في ذات الوقت مع دورية راجلة للوحدة النروجية من قوات اليونفيل ,
فامتشق سلاحه مسعود وصوبه باتجاه الدورية فرفع افرادها اياديهم ولم يحركوا ساكنا بل
اكملوا طريقهم بهدوء تام , اسرعوا الخطى افراد المجموعة ليبتعدوا عن المنطقة ولكن
بعد دقائق اطلقوا النروجيون عدد كبير من القنابل المضيئة وسيروا دوريات مؤللة وتم
القاء القبض على المجموعة المقاومة واقتيادهم الى مقر قيادتهم , وبعد حوار ونقاش
حاد ومشادات بين افراد المجموعة وقيادة
هذه القوة تم نقل المجموعة الى حدود الحزام الامنى واطلاق سراحهم مع عتادهم , لم
تتراجع المجموعة بل عاودت الانطلاق الى هدفها بعد ان حددت خط سير جديد ومشوا طوال
الليل حتى وصلوا الى قرب مقر اذاعة العميل لحد المدمرة , فقال جورج : هذه هي
الاذاعة وانا ان مهمتي انتهت ويجب ان اعود ..
فقال مسعود : لم تنتهي مهمتك قبل ان تزرع العبوة
وتجهزها للتفجير , نفذ جورج ما تبقى من مهمته على مضض واقترب من رفاقه ليودعهم
وربما يكون الوداع الاخير وقال لهما : منذ سنة كانوا يقفون مكانكما اربعة ابطال صف
كاسنان المشط نفذوا عمليتهم واستشهدوا , فقال مسعود : انا واثق باننا سنعود , فرد
جورج امنيتي ان تعودا لكن مهمتكم صعبة والنتيجة الاستشهاد او الاسر , فردا
الاثنين مسعود وسلامة : انتبه على حالك
ونعدك بان نلتقي في شتورا بعد يومين , وعاد جورج ادراجه .
اما هما فقد دخلا الى انقاض مبنى الاذاعة وراحا
يتاملان ادق التفاصيل ويتخيلا الرفاق الذين سبقوهم وهم يقتحمون , اول ما لفت نظرهما باب الحديد المرمي في مكانه
وقفا عليه وراحا يفتشان عن سبب سقوطه , وخلف الباب وقفا امام شجرة دفلا متوحشة
ومتوهجة بازهارها الحمراء وشاهدا بين الازهار صور رفاقهما الشهداء , ووردت في
خاطرهما صورة شعرية جميلة وهي وفاء هذه الارض لابنائها الشهداء وعلى دمائهم نبتت
هذه الشجرة وتغذت وخلدتهم بهذه الصورة الجميلة , ودخلا الى المبنى يتنقلا من غرفة
الى غرفة وهما يتأملا بصمات رفاقهم الشهداء في كتم بوق العمالة , ومن ثم بداا يوقعان
على جدران المبنى من خلال نقش بعض الرسومات والاشارات وكتابة بعض الجمل والشعارات
, وحل الظلام وناما نوما عميقا , وفي الصباح استعدا لاستقبال هدفهما وفي حوالي
الساعة العاشرة وفي لحظة غفلة مرت السيارتان الهدف دون التمكن منه فقررا ان يستبدلانه باي
صيد يمر بمحازاتهما كميون لنقل المحروقات فلم يجدانه يوازي هدفهما الاساسي فتركاه
يمر دون تحريك ساكن وسيطر عليهم جو
الانتظار والترقب الممل . ولم تمضي دقائق حتى ظهر لهما ميكرو-باص لنقل الجنود
فاستعدا واخذا وضعية الرمي وعندم وصل الصيد الى امام سلامة صوب مقنبلته باتجاه
الهدف وضغط على الزناد لكن خطئ تقني حال دون انطلاق المقنبلة فرماها ارضا وامتشق
سلاحه فسمع من في الميكرو صوت ارتطامها بالارض فتوقف بالقرب من مسعود فصوب باتجاه
هدف جامد انطلقت القذيفة لتستقر في مؤخرة الميكرو ورمى الاثنان بكثافة على الهدف
ولعدة دقائق قبل ان يتاكدا من القضاء على كل من المكرو وينسحبا باتجاه احدى التلال
, وقبل ان يتواريا بداء الرصاص يلاحقهما فراقبا المصدر فتبين لهما ان احد ركاب
الميكرو الجرحى فتعاملا معه بما تبقى معهما من رصاص واسكتاه , وتخفيا حتى وصول قوة
الانقاذ لنقل انتاج عملهما وفجرا العبوة الناسفة عن بعد , وبدات رحلة العودة
الشاقة بعد ان تحرك جيش الاحتلال وعملائه لمطاردتهما وحرك كل الياته من مروحياته
ودباباته , وهما يتنقلان بحذر وخوف من مكان الى اخر وفي خضم هذا الرعب وجدا
نفسيهما بين رتل من الدبابت الاسرائيلية في احد الاحراج فاختبئا في حفرة وكادت احدى الدبابات ان تدهسهما
وسمعا الشتائم والتهديد من الذين يعتلون
برج الدبابة , وبعد طول انتظار وخوف وحرق اعصاب بدات تنحسر موجة المطاردة وخفت
الاجراات فتسللا وخرج من الحرج الى جانب احد الطرقات وصدف مرور سيارة بيك-اب
فاعترضاه واوقفاه بقوة السلاح وركبا معه وامره احدهما ليسرع باتجاه المناطق
المحررة , اوصلهم الى حاجز النروجيين في منطقة ابل السقي وعند ترجلهم من السيارة
مرت فوقهم مروحية اسرائيلية فاسرعوا النروجيون باخفائهما وكانت لحظة صادمة ومذهلة
من بعض افراد هذه القوة من الذين راؤا هذه المجموعة لحظة اعتقالهم وابعادهم منذ يومين , ولم تطول
فترة اقامتهما عند النروجيين فقد اخذوا
سلاحهم ونقلوهما الى منطقة كوكبا ليواجها مصيرهما بعيدا عنهم وبخبرتهما وحيويتهما
تمكنا من اجتياز كل المخاطر والوصول الى المناطق المحررة وهكذا تمت عملية نوعية ضد
المحتل بسواعد رجال جبهة المقاومة الوطنية وقد اعترف العدوالصهيوني بسقوط 15 اصابة
بين قتيل وجريح
هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة، لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى، حيث يمكنك أن تولد مثل هذا النص أو العديد من النصوص الأخرى إضافة إلى زيادة عدد الحروف التى يولدها التطبيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق