السبت، 2 يوليو 2016

الحزب الشيوعي بين المقابر والاحياء



استكمل الرفيق حنا غريب الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني جولته على  مقابر لبنان , وقد قام نهار امس بزيارة خاطفة على راس وفد من قيادة الحزب الى مقابر قرى وبلدات شمال بعلبك وقد التقى اثناء زيارته بعدد من اسر الشهداء .
والسؤال يطرح ذاته ما هي الفائدة من هذه الزيارات ؟
هل هي الوفاء للرفاق الشهداء ؟ الجواب اكيد لا , لان الوفاء للشهداء هو الحفاظ على الحزب وعلى مبادئه وعلى موقغه بين صفوف الجماهير وعلى خطه السياسي الذي استشهدوا من اجله وفي مساندته لحركة الشعوب المتطلعة الى التحرر والانعتاق من الطواغيت الظالمة .
هل هي حركة لاستنهاض الحزب ؟ الجواب اكيد لا , لان استنهاض الحزب يتم عبر برنامج عملي وخط سياسي واضح وصريح بعيدا عن الشراذم السلطوية الطائفية والمذهبية وليس عبر المقابر والبكاء على انصاب القبور .
هل هي حركة للتزود بالارث التاريخي وشحن الحاضر بالمجد التاريخي الغابر ؟ , اكيد لا لان الحزب يتمتع بتاريخ ناصع وحي بكل الميادين والساحات وليس في مجال المقاومة والموت فقط  ومن يريد المجد عليه بقراءة هذا التاريخ واحياء التراث واستخلاص العبر 
هل هي لتعريف الناس بالرفيق حنا غريب ومد الجسور بين الحزب وجماهيرهى؟ اكيد لا.
لان الامين العام نجم نقابي واعلامي ومعروف لدي عامة الشعب اللبناني , ومد الجسور يكون مع الاحياء وليس مع الاموات .
ومهما توسعت هذه الحركة وشملت من مقابر ستبقى ناقصة وستضع الامين العام والقيادة في موقع محرج وسيظهر بأن هناك " شهداء بزيت وشهداء بسمن " لماذا زرتم هذا ولم تزوروا ذلك ؟ ولماذا وضعتم هنا اكليل ولم تضعوا هناك ؟ لان قوائم شهداء الحزب بحدود 1500 شهيد
فبدل جولة الاستعراض والتشرد بين المقابر كان الاجدر فتح ورشة نقاش معمقة  بين الشيوعيين وبين اصدقائهم من مفكرين وباحثين وعلماء اجتماع لصياغة نظرية فكرية تلائم الواقع المعاش والظروف التارخية الموضوعية تحت مظلة المنهجية الماركسية وما تبقى من التجربة اللنينية المندثرة , تكون هدى للحزب ومادة تثقيفية لاعضائه ولاجياله القادمة , اذا ......؟؟
وصياغة خط سياسي واضح بعيدا عن الضبابية والرمادية يحاكي مشاعر ومصالح اكثرية الشعب اللبناني الصامتة والمهمشة امام طغيان المشاريع الطائفية والمذهبية وامرائها , والنظرة الى اركان النظام الطائفي الفاسد من منظار واحد والابتعاد عن التمييز بين مقولة جناح فاسد وجناح مقاوم ,
وانتاج موقف واضح للحزب  حول مفهوم التحرر والحركات والاحداث التي تعم الوطن العربي من البحرين مرورا باليمن وصولا الى سوريا والعراق وانتهاء في ليبيا حتى لا تكون نظرة الحزب الى ما يجري في البحرين على انها حركة شعب وثورة وما يجري في سوريا مؤامرة على نظام ممانع .
على قيادة الحزب ان تشكل لجنة تحقيق او اقله تكشف ما لديها من معلومات حول مقتل الشهداء الشيوعيين من احمد المير الايوبي الى جورج حاوي امام الراي العام وامام الشيوعيين ,
هذه النقاط مدخل الى عودة الحزب الى مواقعه الطبيعية بين الناس وفي الساحات ومن خلالها يعود القسم الاكبر من الشيوعيين الى الحياة التنظيمية ليمارسوا نضالهم كل حسب موقعه ونشاطه وبذلك يعود الحزب الذي استشهد من اجل مبادئه وقيمه خيرة مناضليه وابطاله  وهذا يكون اجمل تكريم لهم ووفاء لذكراهم
هذا ان لم يكن الرفيق حنا غريب واعضاء قيادة الحزب وقعوا تحت تأثير كادرنا العظيم  وكارزميته الفذة وقلدوه بعشقه للجنائز وزيارة المفابر ....
وجهة نظر ... !!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق